وبحسب صحيفة "الاتحاد" قام السبسي بإصدار كتابه هذا العام الماضي باللغة الفرنسية، وذلك قبل أن يصدر ترجمته العربية حديثاً بواسطة المترجم محمد معالي، والكتاب عبارة عن مذكرات عن شخصية الحبيب بورقيبة وعلاقته به، ويوقم فيه المؤلف بتحليل سياسة الزعيم التونسي ومواقفه، ويكشف عن بعض أسرار السلطة وكواليسها.
ويشتمل الكتاب على العديد من المعلومات والمواقف والتحاليل لشخصية الحبيب بورقيبة وقد روى المؤلف العديد من هذه الحالات والأحداث والمواقف التي تكشف عن طبع بورقيبة.
كما يكشف المؤلف عن تأثير "وسيلة بن عمّار" زوجة بورقيبة في حياته حيث كانت بمثابة الملهمة له وأحبّها حبّاً جارفاً، حبّاً جنونيّاً صمد في وجه سنوات المنفى والسجن والإبعاد، ويؤكد المؤلف – بوصفه شاهد عيان – أن وسيلة كانت ميّالة إلى السلطة، وتسعى لكي تكون على علم بكلّ شيء وقبل الجميع. كان حضورها يملأ القصر، وقد حكمته لما يقارب الثلاثين عاما، حتّى اليوم الذي قررت فيه تركه دون أمل في العودة، قبل فراق زوجها ورئيسها. ويجزم الباجي قائد السبسي أن زوجة الرئيس كانت تميل إلى التدخل في كلّ شيء.
كذلك يشير المؤلف إلى أن الحبيب بورقيبة تميز باستخفافه الكامل بالمال. فهو لم يسع مطلقا للتملك واكتناز المال والادخار لحسابه الخاص. وقد حكم هذا الترفّع، غير المحسوب، دائما الخيارات الاستراتيجية للدولة ولسياسة الحكومة طول الفترة التي أشرف فيها على تسيير شؤون تونس.
0 التعليقات
إرسال تعليق