اعتبره البعض جرأة متقدمة واندهش العديد من المواطنين من طريقة الطرح وتعجب البعض الآخر من خفايا الرجل الأول في الدولة المهزوم والتي تكشف لأول مرة مدعومة بالوثائق ولكن قلة قليلة جدا تساءلت لماذا هذا البرنامج من حيث المضمون؟ ولماذا ذلك العنوان "دولة الفساد"؟ ولماذا في مثل هذا التوقيت بالذات؟ وأضيف على هذه التساؤلات لماذا عماد قمعون بالتحديد؟؟
للغوص في خبايا هذا الشريط الوثائقي اخترت الاستعانة ببعض الأمثلة الشعبية والعربية دقيقة الدلالة تعين على توجيه البوصلة أولها المثل القائل " من نفقتو باين العشاء" والمثل القائل " البعرة تدل على البعير" وتأسيا بالمثل القائل " تبع الغرزة" فلنبدأ تشريحنا للملف من العنوان، فكلمتي "دولة الفساد" كما قدمه معد البرنامج أريد منهما حصر الفساد وكل الخراب والاجرام والتنكيل والاستهتار بكرامة المواطن وبمقدراته والإساءة للوطن داخليا وخارجيا في شخص واحد أوحد ألا وهو الرئيس المخلوع وهو الأمر الذي لم يقدر على فعله فرعون نفسه الذي كان يستعين من أجل أن يحكم ويسود بوزيره هامان وبالسحرة وبالعسكر الذي كان يمثل عصاه التي يضرب بها كل خصومه وكل معارضيه هذا من ناحية أما من ناحية أخرى فإقران كلمة الفساد وبكلمة دولة يقتضي التعرض للإدارة والأجهزة والدواوين والوزارات التي لم تكن تشتغل بدون موظفين ولا مسؤولين ولا مدراء وعليه فإن عملية التغاضي عن كل هؤلاء من طرف معد البرنامج وتركيز الحديث وحصره في شخص الرئيس الهارب يجعلنا نتساءل هل هو مجرد خطأ عفوي أم سياسة تدفع نحو إخراج العديد من المسؤولين الواجب محاسبتهم من ذاكرة المواطن.
وتتبع الغرزة يستدعي منا الوقوف عند الصفة الحزبية للرئيس المخلوع فالكل يعلم أنه رئيس التجمع الذي بواسطته ومن خلاله كان قابعا وجاثما على رقاب العباد في المدن كما في الأرياف مبتزا للمثقف والمتعلم قبل الأمي والبسيط فهو الجباية الموازية والزبلة والخروبة الموازية وهو الجهة الرسمية الساهرة على صناديق النهب حيث تقود لها المواطنين بالإكراه والترهيب بمناسبة وبغير مناسبة حتى أصبح ديسمبر أثقل الأشهر عند كل المواطنين هذا الحزب الحاكم المسبح باسم رئيسه الذي ليس مثله أحد تحول إلى أداة بطش وابتزاز للشعب ومن غير المنطقي أن يتم التغافل عنه وعدم التعرض لرموزه ودورهم في الخراب الذي لحق البلاد والحقيقة كاملة أو لا تكون ولا يقام عدل على نصف الحقيقة أو جزء منها ولا يمكن لبرنامج وثائقي أو توثيقي وبمثل ذلك العنوان إغفال جهاز بمثل دلك الحجم إلا إذا كان معد البرنامج تعمد مرة أخرى منحى إبعاد مجموعة أو جهات معينة عن دائرة المحاسبة وذلك بالتركيز على رأس الفساد فقط وهو أمر لا يستقيم قانونا ولا أخلاقا.
المسألة الثالثة المثيرة للانتباه في هذا البرنامج تتعلق بالمقدم نفسه الذي مجرد ظهوره على الشاشة وبهذا الشكل من الأعمال يرجع بذاكرتنا وذاكرة كل الذين عايشوا فترات قمع الاسلاميين إلى البرنامج السيء الذكر "المنظار" حيث كان عماد قمعون مشتركا في إعداده وتقديمه جنبا إلى جنب مع زميله الشلي واللذان ساهما بشكل كبير في تسميم الرأي العام وتأليبه ضد شريحة من المواطنين ذنبهم أنهم طالبوا بحقهم في التنظم وبحرية التعبير لقد كان وقع ذلك البرنامج أقوى من عصى الجلاد وقيد السجان حيث تعدى أثره المعتقلين والمسجونين إلى عائلاتهم وذويهم وأقاربهم الذين شوههم البرنامج وجعلهم ارهابيين ومنبوذين من طرف المواطن البسيط الذي لم يكن يقدر على عدم تصديق تلك الأباطيل نظرا للإخراج المدروس بكل حنكة ودقة، اليوم والجراح لا زالت مفتوحة ولم تندمل، نكتشف أن التلفزة التونسية وإن غيرت اسمها فإنه لا زال ينتظرها الكثير حتى تعيد الأمور إلى نصابها فيما يخص طاقمها البشري فظهور عماد قمعون بنسخة من برنامج المنظار فيه تحد كبير لمشاعر عشرات الآلاف من التونسيين لا تقل في شيء عن ظهور عبد الله القلال على الشاشة ليلة هروب الطاغية من تونس أما الأخطر من هذا كله هو الرسالة التي قد يريد لها أصحابها أن تصل إلى الجماهير بطريقة غير مباشرة وكأن لسان حالهم يقول للشعب "إ ن أسلحتنا وأساليبنا لا زالت موجودة وهي جاهزة لخدمة الهدف الذي نريد وبالكيفية التي نريد وها نحن نقدم لكم كبش فداء كان يمكن أن يقدمنا هو ويضعنا أكباش فداء فاكتفو بهذا الكبش الثقيل الوزن والبقية لعلكم تقرؤنها في خفايا البرنامج.
مثل هذه الأساليب كان لها أن تنطل في السابق أما اليوم فشعب الكرامة والثورة وأبناء الفيسبوك يمثلون الحصن الحصين أمام كل أنواع وأشكال الارتداد فقط بين مرة أخرى تلاميذ العهد البائد أن منهج الشخصنة عندهم متغلغل ولم يتخلصوا منه فمن التمجيد للشخص ورد كل فعل وكل فكر إليه فكنت لا تسمع سوى بأمر من سيادته..وقد أذن سيادة الرئيس.. وبطلب من فخامته...والأمثلة كثيرة، إلى الشخصنة عند توجيه الاتهام بحصر وتجميع كل الفساد ورده إلى شخص فقط وهذا أبشع أنواع التملص من المسؤولية فإن كان كل الذين ساندوا وناشدوا وأيدوا وطبلوا وزينوا وشاركوا في إيصال البلاد إلى هذا الوضع من الانهيار فاقدين للإرادة وغير قادرين على الإفصاح عن رأيهم بقول لا للطاغية فالأولى والأمثل والأحسن لهم اليوم أن يتقاعدوا عن أي نشاط سياسي ونقابي عام وخاص وليتركوا شأن البلاد لمن دفع غاليا من جهده ودمه وحياته وعمره ممن سجنوا وشردوا وأهينوا ولشباب وكل أبناء ثورة تونس المباركة . الحبيب ستهم
للغوص في خبايا هذا الشريط الوثائقي اخترت الاستعانة ببعض الأمثلة الشعبية والعربية دقيقة الدلالة تعين على توجيه البوصلة أولها المثل القائل " من نفقتو باين العشاء" والمثل القائل " البعرة تدل على البعير" وتأسيا بالمثل القائل " تبع الغرزة" فلنبدأ تشريحنا للملف من العنوان، فكلمتي "دولة الفساد" كما قدمه معد البرنامج أريد منهما حصر الفساد وكل الخراب والاجرام والتنكيل والاستهتار بكرامة المواطن وبمقدراته والإساءة للوطن داخليا وخارجيا في شخص واحد أوحد ألا وهو الرئيس المخلوع وهو الأمر الذي لم يقدر على فعله فرعون نفسه الذي كان يستعين من أجل أن يحكم ويسود بوزيره هامان وبالسحرة وبالعسكر الذي كان يمثل عصاه التي يضرب بها كل خصومه وكل معارضيه هذا من ناحية أما من ناحية أخرى فإقران كلمة الفساد وبكلمة دولة يقتضي التعرض للإدارة والأجهزة والدواوين والوزارات التي لم تكن تشتغل بدون موظفين ولا مسؤولين ولا مدراء وعليه فإن عملية التغاضي عن كل هؤلاء من طرف معد البرنامج وتركيز الحديث وحصره في شخص الرئيس الهارب يجعلنا نتساءل هل هو مجرد خطأ عفوي أم سياسة تدفع نحو إخراج العديد من المسؤولين الواجب محاسبتهم من ذاكرة المواطن.
وتتبع الغرزة يستدعي منا الوقوف عند الصفة الحزبية للرئيس المخلوع فالكل يعلم أنه رئيس التجمع الذي بواسطته ومن خلاله كان قابعا وجاثما على رقاب العباد في المدن كما في الأرياف مبتزا للمثقف والمتعلم قبل الأمي والبسيط فهو الجباية الموازية والزبلة والخروبة الموازية وهو الجهة الرسمية الساهرة على صناديق النهب حيث تقود لها المواطنين بالإكراه والترهيب بمناسبة وبغير مناسبة حتى أصبح ديسمبر أثقل الأشهر عند كل المواطنين هذا الحزب الحاكم المسبح باسم رئيسه الذي ليس مثله أحد تحول إلى أداة بطش وابتزاز للشعب ومن غير المنطقي أن يتم التغافل عنه وعدم التعرض لرموزه ودورهم في الخراب الذي لحق البلاد والحقيقة كاملة أو لا تكون ولا يقام عدل على نصف الحقيقة أو جزء منها ولا يمكن لبرنامج وثائقي أو توثيقي وبمثل ذلك العنوان إغفال جهاز بمثل دلك الحجم إلا إذا كان معد البرنامج تعمد مرة أخرى منحى إبعاد مجموعة أو جهات معينة عن دائرة المحاسبة وذلك بالتركيز على رأس الفساد فقط وهو أمر لا يستقيم قانونا ولا أخلاقا.
المسألة الثالثة المثيرة للانتباه في هذا البرنامج تتعلق بالمقدم نفسه الذي مجرد ظهوره على الشاشة وبهذا الشكل من الأعمال يرجع بذاكرتنا وذاكرة كل الذين عايشوا فترات قمع الاسلاميين إلى البرنامج السيء الذكر "المنظار" حيث كان عماد قمعون مشتركا في إعداده وتقديمه جنبا إلى جنب مع زميله الشلي واللذان ساهما بشكل كبير في تسميم الرأي العام وتأليبه ضد شريحة من المواطنين ذنبهم أنهم طالبوا بحقهم في التنظم وبحرية التعبير لقد كان وقع ذلك البرنامج أقوى من عصى الجلاد وقيد السجان حيث تعدى أثره المعتقلين والمسجونين إلى عائلاتهم وذويهم وأقاربهم الذين شوههم البرنامج وجعلهم ارهابيين ومنبوذين من طرف المواطن البسيط الذي لم يكن يقدر على عدم تصديق تلك الأباطيل نظرا للإخراج المدروس بكل حنكة ودقة، اليوم والجراح لا زالت مفتوحة ولم تندمل، نكتشف أن التلفزة التونسية وإن غيرت اسمها فإنه لا زال ينتظرها الكثير حتى تعيد الأمور إلى نصابها فيما يخص طاقمها البشري فظهور عماد قمعون بنسخة من برنامج المنظار فيه تحد كبير لمشاعر عشرات الآلاف من التونسيين لا تقل في شيء عن ظهور عبد الله القلال على الشاشة ليلة هروب الطاغية من تونس أما الأخطر من هذا كله هو الرسالة التي قد يريد لها أصحابها أن تصل إلى الجماهير بطريقة غير مباشرة وكأن لسان حالهم يقول للشعب "إ ن أسلحتنا وأساليبنا لا زالت موجودة وهي جاهزة لخدمة الهدف الذي نريد وبالكيفية التي نريد وها نحن نقدم لكم كبش فداء كان يمكن أن يقدمنا هو ويضعنا أكباش فداء فاكتفو بهذا الكبش الثقيل الوزن والبقية لعلكم تقرؤنها في خفايا البرنامج.
مثل هذه الأساليب كان لها أن تنطل في السابق أما اليوم فشعب الكرامة والثورة وأبناء الفيسبوك يمثلون الحصن الحصين أمام كل أنواع وأشكال الارتداد فقط بين مرة أخرى تلاميذ العهد البائد أن منهج الشخصنة عندهم متغلغل ولم يتخلصوا منه فمن التمجيد للشخص ورد كل فعل وكل فكر إليه فكنت لا تسمع سوى بأمر من سيادته..وقد أذن سيادة الرئيس.. وبطلب من فخامته...والأمثلة كثيرة، إلى الشخصنة عند توجيه الاتهام بحصر وتجميع كل الفساد ورده إلى شخص فقط وهذا أبشع أنواع التملص من المسؤولية فإن كان كل الذين ساندوا وناشدوا وأيدوا وطبلوا وزينوا وشاركوا في إيصال البلاد إلى هذا الوضع من الانهيار فاقدين للإرادة وغير قادرين على الإفصاح عن رأيهم بقول لا للطاغية فالأولى والأمثل والأحسن لهم اليوم أن يتقاعدوا عن أي نشاط سياسي ونقابي عام وخاص وليتركوا شأن البلاد لمن دفع غاليا من جهده ودمه وحياته وعمره ممن سجنوا وشردوا وأهينوا ولشباب وكل أبناء ثورة تونس المباركة . الحبيب ستهم
0 التعليقات
إرسال تعليق