| 0 التعليقات ]

تبددت آمال الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي بمغادرة السعودية إلى أوروبا أو كندا، لكن مصادر مطلعة نفت أن يكون أدخل إلى العناية المركزة أو فقد الوعي في الأيام الأخيرة، وأكدت لـ أن حاله الصحية جيدة. وغادر بن علي تونس على متن طائرة خاصة في الرابع عشر من جانفي الماضي، في أعقاب انتفاضة دعت للإطاحة به، وكان مرفوقا بزوجته ليلى الطرابلسي وخمسة من أفراد أسرته. وأقام منذ ذلك التاريخ في أحد قصور الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز في مدينة جدة بعدما هيأته القيادة السعودية ليكون مقرا له. وأوضح بيان رسمي سعودي في اليوم نفسه أن السلطات السعودية قبلت استضافة الرئيس التونسي وزوجته انطلاقا من مراعاة الأوضاع الخاصة التي كان يمر بها الشعب التونسي.


حادث صحي عارض
وتوقع مراقبون آنذاك أن السعودية ستكون محطة في انتظار انتقال بن علي وأسرته إلى ليبيا بعدما أشاد به العقيد معمر القذافي في خطاب علني انتقد فيه الثورة التونسية في شدة لافتة. وأفادت مصادر طبية تونسية تتابع أوضاع بن علي أن الرئيس المخلوع أدخل إلى مستشفى في جدة لمدة ثلاثة أيام في أواسط شباط (فبراير) الماضي بعد تعرضه لحادث صحي. وأكدت المصادر التونسية لـ أن الأمر لم يعدُ الا فقدانا وقتيا للوعي تعافى على إثره بن علي ولم يكن من الخطورة بحيث استوجب إدخاله غرفة العناية المركزة. وعزت الحادث الصحي إلى تأثره من أخبار اعتقال أقربائه في تونس بتهمة الفساد وكذلك كثرة الشجار بينه وبين زوجته جراء إلقائه باللائمة عليها لتسببها بانهيار نظامه.

ويُقيم بن علي حاليا في قصر في منطقة أبها جنوب السعودية، لكنه متأزم من رتابة حياته اليومية وانعزاله على العالم وتقطع السبل بينه وبين تونس. وأفادت مصادر إعلامية أنه حاول الإنتقال للإقامة في بلجيكا، وأوضحت صحيفة "مورغن" أنه سعى لاتخاذ مدينة ريليغم القريبة من بروكسيل منفى له، وعزت ذلك إلى كون قسم من أسرة الطرابلسي يُقيم هناك، إلا أن الحكومة البلجيكية التي تعيش أزمة سياسية داخلية منذ العام الماضي، رفضت الإستجابة لطلبه. وأضافت الصحيفة أن قوات الشرطة البلجيكية وجدت نفسها مُستنفرة بعد شيوع الخبر، لأن القانون كان يقتضي منها أن تعتقل بن علي وتُسلمه لسلطات بلده، بوصفه مطلوبا من قبل الشرطة الجنائية الدولية (إنتربول). وكذب وزير الخارجية البلجيكي ستيفن فاناكيري أن يكون بلده مستعدا لاستقبال بن علي، في معرض نفيه للأخبار التي نشرتها صحيفة "مورغن".

مساعدة سويسرية
وفي سياق متصل، حاولت الحكومة التونسية الموقتة تحريك المسعى الذي سبق أن قامت به لدى سويسرا لاستعادة الأموال التي أودعها بن علي في مصارفها، إلا أن السويسريين اعتبروا أن الملف التونسي عام جدا ولم يكن متينا. مع ذلك صرح وزير الدولة السويسري للشؤون الخارجية بيتر ماورير في أعقاب زيارة أداها أخيرا لتونس بأن الحكومة الفدرالية مستعدة لتقديم مساعدة قانونية للحكومة التونسية لتعزيز ملفها بُغية طلب استعادة ودائع بن علي وأفراد أسرته المُجمدة في المصارف السويسرية.

0 التعليقات

إرسال تعليق