| 0 التعليقات ]

القيروان ـ الشروق:
تمكنت مؤخرا شركة نرويجية للتنقيب عن النفط من اكتشاف حقول نفطية بمعتمدية العلا (القيروان) وتحديدا بمنطقة «الغديفات» في الحدود الغربية بين العلا ومكثر وذلك عقب حصول الشركة على ترخيص تنقيب من الشركة التونسية للانشطة البترولية.




وقد تولت الشركة المذكورة اجراء عملية المسح السيزمي لكل ارجاء العلا وتواصلت لأشهر للبحث عما يسميه الباحثون عن الذهب الاسود. وستكون النتائج المتحصل عليها هي المحددة لمرور الشركة للمرحلة الثالثة والمتمثلة في عملية الحفر من عدمه والذي ستحددها نتائج المسح.
فقبل اشهر استغرب الأهالي من مشهد عشرات الشاحنات العملاقة التي تشق مدينة العلا لايام متتالية باتجاه جهتها الغربية حاملة معدات ثقيلة وحفارات عملاقة وجرافات وتجهيزات سكنية. و قد أثارت هذه التحركات تساؤلات لدى المواطنين. وقد تبين ان منتهى هذا التحرك بمنطقة الغديفات مسافة 25 كلم غربي العلا وفوجئ الزائرون بموقع ضخم وبقطع ميكانيكية عملاقة تم تركيبها وبطرقات وساحات تم تعبيدها وبمساكن متنقلة تم تركيبها وباعمدة انارة كهربائية. وذلك على هكتارات مسيجة ومحروسة.
ويعرف الموقع بـ «بئر سيدي مبارك». وقد أتمت عملها منذ شهرين وتم المرور الى الاختبارات النهائية لتحديد كميات النفط التي يحتويها البئر واجراء التقييمات الاقتصادية.
اهالي معتمدية العلا الذين تضررت اراضيهم من تدخل هذه الشركة النرويجية ايام المسح السيزمي وتم تعويض بعضهم جزئيا، او على الأقل تقديم التعويضات الى السلط المحلية ما قبل الثورة. وهم اليوم ينظرون الى بئر النفط نظرة المحروم الى كنز علي بابا عسى يمكن استغلال آبار النفط من تحسين البنية التحتية ورفع مستوى التنمية المترنحة وتحسين الاوضاع الاجتماعية المتردية دون اهمال الجوانب البيئية طبعا. وربما التفاؤل الحاصل بشكل اكثر بأن تتحول ولاية القيروان ككل الى «خليج بترولي» خاصة وانه تم كشف منطقة بترولية ببوحجلة.
بنية تحتية ضعيفة
وتبقى هذه المعطيات حبيسة قرارات الشركة وحساباتها وفق ثنائية التكلفة والربح. لكن لا بأس من التفاؤل المشوب بالحذر لان حقول البترول التي تدر الذهب الاسود هي كذلك مسبب للتلوث والكوارث البيئية ما يستوجب وضع قوانين مراعية للبيئة حتى لا يسقط المواطنون ضحية اغراءات الاستثمار الاسود مثلما حدث مع عدة معامل تبين انها ملوثة وغير ذات جدوى اقتصادية ولا تشغيلية...حتى لا تتحول احلام الثراء الى كوابيس.
قد اكتشفت أيضا في معتمدية الوسلاتية في منطقة المرقب الواقعة بين الوسلاتية و العلا أبار نفطية وقد انطلقت الأشغال منذ مدة قصيرة وهي الآن متوقفة بسبب احتجاج أهالي المنطقة مطالبين بانتداب أبنائهم في هذا المجال.
ورغم نسبية التنفيذ الفعلي لاستغلال المكتشفات النفطية، فإن مجرد التفكير في ما يمكن ان تضيفه للجهة يشرح صدور المحرومين. لكن هذا لا يعفي السلط الجهوية والوطنية من مسؤولياتها تجاه معتمدية العلا التي تعاني الى جانب الفقر والبطالة والتهميش التنموي، من نقص مياه الشرب وغياب بنية طرقات خصوصا وسط الارياف التي تحتاج مسالكها الى تهيئة.

0 التعليقات

إرسال تعليق