جدل واسع أثاره في تونس تعيين وزير من الحزب الحاكم السابق على رأس وزارة التجهيز مؤخرا، فيما اتهم مدوّن تونسي معروف كان سجنه نظام الرئيس المخلوع الوزير الجديد بأنه كان وراء 'فبركة قضية ضده' زمن بن علي على خلفية كتاباته في الأنترنت.
وعين رئيس الحكومة المؤقت الباجي قايد السبسي محمد رضا فارس وزيرا للتجهيز الأسبوع الماضي متسببا في دهشة وموجة من ردود الفعل الرافضة للتعيين.
وفي تصريح لـ'القدس العربي' أمس الأحد قال المدوّن وسام التستوري، أحد أشهر المدونين التونسيين الذين عانوا الإعتقال زمن بن علي على خلفية كتاباتهم المنتقدة للنظام السابق، إن محمد رضا فارس 'تجمعي (في إشارة إلى الحزب الحاكم السابق) للنخاع وكان على رأس قائمة الحزب الحاكم التي ترشحت للإنتخابات البلدية في 2004 ليصعد على رأس بلدية 'دارشعبان الفهري' (60 كلم جنوب العاصمة) الى غاية 2009'.
وأضاف 'كنت انتقدت فارس وإدارته المورطة في الفساد وقتها زمن رئاسته البلدية في مقالات متتالية على الأنترنت. وفي 10 جانفي 2010 لاحقني في الطريق وتوعدني بأن سيضعني في السجن قريبا'.
وقال التستوري: 'بالفعل وبعد نحو أسبوع، في 16 جانفي 2010، طاردني أعوان البوليس السياسي الذين أعرفهم جيدا واعتقلوني ليفبركوا لي قضية جزاء لي على مقالاتي المتنتقدة لرئيس البلدية التجمعي وعوقبت السجن وقتها للمرة الثانية لمدة 4 أشهر كاملة'.
وأضاف ''قضيت شهرين في سجن 'مرناق' قبل أن يحضر فريق من أعوان أمن الدولة ويأخذوني من المعتقل الى مخافر وزارة الداخلية لأتعرض للتعذيب هناك مهدديني بالويل والثبور بعد قضاء العقوبة لو أنني عدت للكتابة'.
وتساءل المدوّن المعروف الذي اعتقل أكثر من مرة في عهد الرئيس التونسي المخلوع ودافعت عنه وقتها عدة منظمات حقوقية بالداخل والخارج: 'كيف يجوز أن يظل محمد رضا فارس دون محاسبة وهو التجمعي المورط في اعتقالي على خلفية آرائي وفي ملفات كثيرة أخرى؟'.
وتشتكي أحزاب معارضة عديدة في تونس بعد الثورة ممّا قالت إنه 'إصرار من حكومة السبسي على تعيين أسماء محسوبة على الحزب الحاكم السابق في خطط خطيرة ومن غياب تطهير حقيقي للإدارة من بقايا بن علي ومن غياب محاكمات حقيقية للفاسدين'، بحسب تعبيرها.
وعلى صفحات 'فايس بوك' أثار تعيين الوجه المعروف بالحزب الحاكم السابق محمد رضا فارس جدلا واسعا منذ الأسبوع الماضي.
وتبادل التونسيون صورا تظهر فارس وهو في اجتماعات الحزب الحاكم السابق يرتدي الشار الأحمر (رمز التجمع الدستوري الديمقراطي) ويسوّق لبقاء بن علي في الحكم. واتهمه نشطاء موقع التواصل 'فايس بوك' صراحة بقرابته سابقا من أصهار الرئيس المخلوع.
ولم تعلق الحكومة المؤقتة إلى الآن على الجدل الواسع الذي أثاره في تونس تعيين محمد رضا فارس وزيرا للتجهيز، فيما تغاضت وكالة الأانباء الرسمية في حديثها عن سيرته الذاتية إثر تعيينه وزيرا عن ذكر انتمائه للحزب الحاكم السابق وترؤسه لبدية 'دار شعبان الفهري'.
0 التعليقات
إرسال تعليق