| 0 التعليقات ]

تضمن العدد الأخير من مجلة " جون أفريك " الأسبوعية الصادرة بتاريخ 06 جانفى 2008 , ومما إعتبرته المجلة سبقا صحفيا أوردت تفاصيل جديدة قام بجمعها مراسلها الخاص إلى تونس سامي غربال حول ملابسات المواجهة المسلحة التى وقعت بين الأمن التونسي وما أصطلح على تسميته بـ " مجموعة سليمان " .




تنطلق الوقائع من جبل بو كافر في معسكر للجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر حيث تلقى لسعد ساسي البالغ من العمر 37 عاما أوامر من قيادة الجماعة بالتوجه إلى تونس لتكوين خلايا جهادية .
لسعد ساسي المكنى بـ" أبى الهاشمي " كان عنصرا سابقا في الحرس الوطني التونسي , حارب في البوسنة وتدرب في مراكز تدريب القاعدة في أفغانستان قبل أن يلتحق بالجماعة السلفية للدعوة والقتال . تمكن لسعد ساسي من إقناع أربعة تونسيين للتعاون معه لتكوين خلايا مسلحة بتونس , وهم محمد الهادي بن خليفة وزهير الريابي ومحمد محمودي وطارق الهمامي , كما تمكن من إقناع مواطن موريتانى يدعى محمد مقام - شهر شكري – بالإنضمام إلى مجموعته . وهكذا شكل هؤلاء الستة النواة الأولى لمجموعة " جند أسد بن الفرات " .
في الليلة الفاصلة بين 22 و23 أفريل ( نيسان ) 2006 تسلل الكموندس الى التراب التونسي عن طريق منطقة " بوشبكة " المحاذية لجبل الشعانبي بعد مسيرة دامت قرابة 4 أيام وكانت لديهم 4 بنادق كلاشنكوف وبعض القنابل اليدوية وأجهزة إتصال .
وفي 25 أفريل نيسان توجه لسعد ساسي ومحمد الهادي بن خليفة البالغ من العمر 25 عاما إلى مدينة القصرين لشراء بعض المؤونة وبطاقات للهاتف الجوال قبل العودة إلى مخيمهم للتخفي . حاول محمد المحمودي التوجه إلى مدينة صفاقس للإختفاء عند أحد أقاربه وهناك ألقي القبض عليه صحبة قريبه حيث كان بحوزته قنبلة يدوية ومبلغا ماليا .
عندما يئس من عودة صديقه محمد علي قرر لسعد ساسي ورفاقه تغيير مخبئهم والبحث عن ملاذ آمن وجدوه عند وائل عمامي تاجر الألبسة بالأسواق الذي يمتلك سيارة من نوع RENAULD EXPRESSS يتنقل بها في سفراته العديدة دون أن يثير الشكوك حوله .
قام وائل عمامي بربط مجموعة لسعد ساسي بكل من مجدي العمودي والصحبي المسروقي الأعضاء بخلية سلفية بتونس العاصمة . وفي بداية شهر جوان إستقرت المجموعة عند مجدي العمري بحي شعبي بضاحية حمام الأنف على بعد 15 كيلومتر من تونس العاصمة .
بقي أمام المجموعة الآن أن تقوم بتحويل الأسلحة المخبأة في الجبال القريبة من مدينة القصرين إلى الضواحي الجنوبية للعاصمة فتطوع رمزي العيفي للقيام بذلك بمساعدة 3 طلاب بالمعهد الأعلى للدراسات التكنلوجية بسيدي بوزيد وهم أعضاء مجموعة طلابية سلفية كان من ضمنهم ربيع باشا أصيل مدينة سليمان .
الأمر المذهل في قضية نقل الأسلحة أن المجموعة إنتقلت في ذهابها إلى المخابىء عن طريق السيارة وعادت عن طريق الحافلة محملة بقطع السلاح مفككة في حقائب .
خلال فصلي الصيف والخريف إنتقلت المجموعة التى يبلغ تعداد أفرادها 20 شخصا عبر مخابىء متعددة دون الإبتعاد عن حمام الأنف والزهراء وحمام الشط .
كانت المجموعة تخطط لضرب منشآت حيوية ومصالح أجنبية وإستهداف شخصيات تونسية وأجنبية ولكن لم تكن خطتهم قد قطعت أشواطا كبيرة بعد , فحسب الأدلة التى وقع إلحاقها بالملف لم يكن هناك ما يشير إلى أنهم كانوا يخططون لإستهداف السفارتين الأمريكية والبريطانية .
عند بداية شهر ديسمبر وقع دمج كل المجموعات السلفية في مجموعة واحدة وأختير لسعد ساسي أميرا لما أطلقوا عليه " جند أسعد بن الفرات " وإستقروا في الغابات المحيطة بــ"عين طبرنق" القريبة من مدينة قرمبالية وشكلوا معسكرات هناك في منطقة كثيفة الغابات بعيدة عن أقرب طريق 5 ساعات مشيا على الأقدام .
في الأثناء بقيت مجموعة صغيرة بمنطقة حمام الشط وكان معهم بعض المؤن والمتفجرات ومبلغ من المال .
في الليلة الفاصلة بين 23 و24 ديسمبر حوصر المنزل التى تتحصن فيه هذه لمجموعة الأخيرة من قبل قوات الأمن .وخلافا للشائعات التى راجت بخصوص عملية إكتشاف المجموعة والتى ربطت عملية الكشف بملاحظة دقيقة قام بها الخباز الذى إستراب في أمر مجموعة من الشباب الذين كانوا يشترون الخبز بكميات كبيرة فإن السبب الحقيقي وراء عملية المداهمة هو إيقاف أحد أعضاء خلية سوسة وهو أسامة حاجي والذى دل الشرطة على مكان مجموعة حمام الشط , أما وائل عمامي صاحب سيارة RENAULD EXPRESSS فقد تم إعتقاله بسيدي بوزيد . وبالتزامن مع عملية الإعتقال الأخيرة وقع تطويق المخبأ بحمام الشط وطلب من المتحصنين فيه الإستسلام فرد هؤلاء بإطلاق النار .
أصيب على الأقل 3 من قوات الشرطة وقتل إثنان من المجموعة المقاتلة ووقع إيقاف شخص ثالث في حين تمكن أحد المقاتلين من الفرار , وتمكنت قوات الشرطة من حجز بندقيتين كلاشنكوف و315 طلقة بالإضافة إلى آلاف الدولارات .
أحد الموقوفين ويدعى مكرم وقع إصطحابه ليدلهم على مكان عسكرة المجموعة الرئيسية بعين طبرنق , وبما أن الطريق طويل طلب من المجموعة المرافقة له الإذن بالصلاة فسمحوا له بذلك وفي غفلة منهم تمكن من الفرار وقام بتحذير رفاقه بإنكشاف أمرهم .
قام لسعد ساسي بإصدار أوامره لمجموعته بالصمود . كانت المجموعة المكونة من 20 فردا تمتلك خمسة قطع كلاشنكوف وبعض الآلاف من الطلقات وبعض القنابل اليدوية البدائية الصنع .
تمكنت المجموعة من الصمود إلى غروب الشمس حيث طلب منهم لسعد ساسي التوجه إلى مكان آخر . ومن الغد إنقسمت المجموعة إلى أربعة , فكانت الأولى بقيادة لسعد ساسي والكونة من أفضل العناصر المقاتلة وهم محمد الهادي بن خليفة وشكري الموريتاني ومكرم جريد وربيع باشا والصحبي المسروقي ومهدي الماجري ورياض ميري . أما المجموعات الثلاثة الأخرى فقد وقع إلقاء القبض عليها واحدة تلوى الأخرى وكان من ضمنها حسنين العيفة الذى قام بتفجير نفسه عند إلقاء القبض عليه مما تسبب في مقتل ضابط في الجيش التونسي . أما الآخرون فقد إستسلموا دون مقاومة ما عدى صابر الرقوبي الذى ألقى بنقنبلة يدوية لم تتفجر على أفراد الشرطة ويعتقد أن هذه الحركة هي سبب الحكم عليه بالإعدام في ما بعد .
وحدها المجموعة المحيطة بأميرها لسعد ساسي تمكنت من الفرار والوصول إلى مدينة سليمان أين وقعت المواجهات النهائية الذى قتل على إثره لسعد ساسي وذلك يوم 3 جانفي . أما ربيع باشا وشكري الموريتاني فقد إلتحقا بمنزل الأول حيث لحقتهما قوات الأمن التى قامت بتصفيتهما بعد مواجهة دامت ساعات طويلة .
أما محمد الهادي بن خليفة والهادي بن جريد والصحبي المسروقي ومهدي الماجري ورياض الميري المتحصنين بقطعتي كلاشنكوف وقنابل يدوية الصنع فقد لجؤوا إلى أحد المنازل الذى هو تحت الإنشاء حيث وقع تطويقهم من قبل قوات الأمن وبعد مواجهات شرسة وطويلة تم القضاء عليهم جميعا .

0 التعليقات

إرسال تعليق