| 0 التعليقات ]

كريـــم بن منـــصور - سنتحدث اليوم عن شخصية إعلامية تونسية لطالما حيرت السياسيين والإعلاميين على حد سواء لقدرتها الخطابية الكبيرة واستماتتها غير المتناهية في الدفاع عن جرائم النظام السابق إلى آخر لحظة وتزيين الحق بالباطل وإخراج المخلوع بمظهر المحب لشعبه او "أب التونسيين" كما يصفه.
سنتحدث اليوم عن الإعلامي النوفمبري بامتياز "برهان بسيس" هذا الرجل الغني عن التعريف فهو المدافع الشرس والصحافي """الحر""" والمدافع المغوار عن """الانجازات""" .
لا ينكر احد أن هذا الرجل قد أذهل الكثيرين معارضين وغير معارضين بقدرته اللغوية أمر دفع بالحكومة التونسية في عهد نظام بن علي إلى جعله الناطق غير الرسمي باسمها فتراه في كل البرامج التي تتناول موضوع الحريات والديمقراطية في تونس ليدافع عن قمع النظام للحقوقيين والمعارضين بفصاحة لا يختلف عليها اثنان .




فصاحب السفسطائية الاحترافية مشهور بقلب الحقائق والوقائع وتغيير المعاني والمفاهيم متنكرا لتاريخه الطلابي ضمن التيار اليساري ضاربا عرض الحائط كل المبادئ والقيم الذي دعا إليها من اجل هدف أوحد النفوذ والتزلف لأصحاب السلطة فذهب في ذلك الطريق الأسود من حيث مجاراة الاستبداد والفساد فخان شعبه ووطنه بحفنة من الدنانير معتقدا أن نظام بن علي يمتلك من القوة ما يكفي للتصدي لأي محاولة شعبية تحاول تغيير الواقع اعتقاد ترسخ في ذهنه بعد تمكن يد القمع التجمعية في إجهاض ثورة الحوض المنجمي في 2008 وقد كان لبسيس دور إعلامي جبار في تحسين صورة النظام بعد تلك الحادثة.
ولكن المثل يقول "دوام الحال من المحال" فالطبيعة الإنسانية تتطلب التغيير وتاريخ الشعوب لا يستقر مع ظالم "فتلك الأيام نداولها بين الناس" فقد انتفض الشعب يوم 14 جانفي لتطيح بكل التوقعات التي تقول ان التونسيين يرضون الضيم وأنهم يخافون مواجهة الحاكم المستبد ومن بين هذه التوقعات المسقطة توقعات برهان بسيس.
وكما فر المخلوع ذلك اليوم فان حارسه الإعلامي قد توارى عن الأنظار بفعل الصدمة أو خوفا من الانتقام العشوائي قي ظل الانفلات الأمني لكن ذلك لم يمنع فضول التونسيين لمعرفة مصير هذا الشخص الذي حيرهم لذلك انتشرت الإشاعات والأكاذيب فمن إشاعة هروبه إلى فرنسا وطلب اللجوء السياسي هناك إلى إشاعة توظيفه كمدير في قناة حنبعل والتي كذبها مسؤولوا القناة أنفسهم فبقي بذلك مصير برهان بسيس مجهول.ا
إلا أن عديد المصادر أكدت مؤخرا أن القضاء يحقق مع برهان بسيس وانه تم استنطاقه للإدلاء بشهادته حول عقد مؤسسة "ANB" مع وكالة الاتصال الخارجي وانه يتقاضى مبلغا ماليا شهريا مقابل الدفاع عن سياسة الرئيس المخلوع رغم اقتناعه بفسادها ولكن الأهم انه عبر عن ندمه وطلب الاعتذار والصفح من الشعب التونسي عما اقترفه في حقه.
وأخيرا تواضع برهان بسيس وطلب الاعتذار من شعب أهين نتيجة تصريحاته المستفزة للمشاعر طوال سنوات ليلحق بصفوف المعتذرين أمثال بوبكر الصغير وغيره ولكن السؤال هنا هل يقبل التونسيون اعتذار هذا الإعلامي ويصفحوا عنه وينسوا دور بسيس في إشاعة الأكاذيب والتلفيق والمداهنة لا احد يملك الإجابة فالقرار أصبح للشعب...

0 التعليقات

إرسال تعليق