| 0 التعليقات ]

أكد مصدر من الحرس الوطني أن الرئيس السابق زين العابدين بن علي رفض فعلا مغادرة تونس يوم 14 جانفي وأنه طلب البقاء والموت في تونس غير أن مدير الأمن الرئاسي أجبره على المغادرة.




كما روى مصدرنا أن زوجة الرئيس السابق كانت تبكي دون توقّف وأن طفلة من عائلة الطرابلسي وشت بنية أسرتها المغادرة عن غير قصد فتحرّكت الفرق المختصة بالحرس الوطني واستوقفت العائلة في قاعة انتظار القاعدة العسكرية بالعوينة قبل مغادرتها تونس في اتجاه فرنسا.
روى محدثنا، وهو أحد أفراد الفرق المختصة بالحرس الوطني، أن قائد الفرقة طلب منهم التوزّع مجموعات في مختلف أحياء العاصمة يوم 14 جانفي وأنه كان ضمن المجموعة التي رابطت أمام قصر قرطاج الرئاسي في ذلك اليوم.
وقال محدثنا إنه رأى وزملاءه في الوقت الفاصل ما بين الساعة الرابعة والخامسة مساء الرئيس السابق بن علي يغادر قصر قرطاج في موكبه على غير العادة إذ لم يتم إخلاء الطريق من السيارات كما كان يتمّ ذلك في كل مرة يتنقّل فيها الرئيس خارج القصر.. «كان مرفوقا بزوجته التي كانت تبكي دون توقّف وابنه وثلاث فتيات لم أتعرف على هويتهنّ» كما يقول.
وأضاف «استغربنا الأمر وتحرّكنا ليس لتتبّع الموكب وإنما لتأمين الطريق.. ولحسن الحظ أننا سلكنا طريقا سريعا سبقنا فيه موكب بن علي».
وصل الموكب حسب شهادته الى القاعدة العسكرية بالعوينة وهو ما استغربه عناصر الفرقة.. مما دفعهم الى الدخول الى القاعدة حيث رأوا موكب الرئيس السابق يتوجه الى طائرة الرئاسة والتي يبدو أن قائدها لم يكن مهيّأ للرحلة فحتى محرّكها لم يكن يشتغل، وفقا لشهادة مصدرنا.
«رأينا بن علي يصعد الى الطائرة مع ابنه وكان يبدو عليه القلق «ظاهر مافاهم شيء» وتبعته ليلى دون أن تتوقّف عن البكاء تلتها الفتيات الثلاث.. بعد وقت قصير رأينا بن علي يهمّ بمغادرة الطائرة وعلى السلّم اعترض طريقه علي السرياطي مدير الأمن الرئاسي يسأله الى أين فقال له بن علي وهو يرفع يديه الى الأعلى متحدثا بلكنة فرنسية «إنني الرئيس» وأضاف بالعربية «أنا من يعطي الأوامر ولا أريد المغادرة.. نحب نموت في تونس» حينها دفعه السرياطي الى داخل الطائرة.. وغادر الرئيس تونس.
اتصلنا بقائد الفرقة نعلمه أن الرئيس غادر البلاد فدهش للأمر وبعد وقت قصير هاتفنا يقول «الأولاد البلاد مسيبة توّ وما يحكم فيها حد احموا بلادكم بالقليّب وبالرجولية».. «كانت كلماته مؤثرة جدا وشخصيا شعرت بإحساس غير عادي مصدره جسامة المسؤولية التي نواجهها وفينا من بكى خلف الكاغول» يقول محدثنا ذلك بتأثر واضح.
«كان علينا العودة الى القصر بسرعة وهناك أعلمنا الزملاء الموجودين في المكان أن خمس سيارات تحمل عائلات الطرابلسي دخلت الى القصر مباشرة بعد مغادرة موكب الرئيس ثم غادرت وأنهم سألوا عماد الطرابلسي «الى أين؟» فأجابهم «مروحين».. لكن احدى البنات المرافقات قالت «يا عمي احنا باش نمشيو للطيارة تهزنا لفرنسا».. حينها تأكدنا أن هؤلاء بصدد الفرار فتنقلنا بسرعة الى العوينة وهناك وجدناهم في قاعة الانتظار فألقينا القبض عليهم.
بعدها، يقول محدثنا، تطوّرت الأحداث بسرعة والتفاصيل كلها قد تكون لدى السيد محمد الغنوشي الوزير الأول السابق والذي نتمنى والكلام لنا أن لا يصمت مطولا وأن يصرّح بما يعرف حول حقيقة ما حصل يوم 14 جانفي.
ومع تطور الأحداث كثرت الروايات وفقا لمحدثنا ومنها ما يقول انه كان هناك مخطط للتخلص من أفضل الفرق المختصة في الحرس الوطني والرئاسي من خلال إعدامهم غدرا في منطقة الدباديب من ولاية الكاف أين يجري عناصر هذه الفرق عادة تربصاتهم.

0 التعليقات

إرسال تعليق