| 0 التعليقات ]

ما كنا نتوقعه بصورة عامة وغير محددة، وأشرنا إليه عدة مرات، يحدث بالفعل، وشركة آبل لم تقاوم إغراء تطوير هذه التقنية في تطبيقاتها، ونتحدث عن إمكانية رصد تحركات مستخدم هاتف الآي فون وتجميع المعلومات الخاصة به.


هذا ما أعلنه الباحثان "ووردن" و" آلن " اللذان اكتشفا ملفا جديدا في آخر تحديث لنظام التشغيل الصادر في يونيو/ حزيران الماضي يقوم بحفظ إحداثيات المواقع التي يزورها المستخدم مع تاريخ ووقت هذه الزيارات، وذلك على مدى عام كامل على الأقل، ويبدو أن الأمر مقصود، ذلك إنه يتم نقل هذا الملف إلى جهاز الكمبيوتر عند وصله بالآي فون، كما يتم نقله إلى جهاز هاتف جديد من جهاز قديم، وتسهل استشارة الملف على جهاز الكمبيوتر، إلا أن الآي فون أو الكمبيوتر لا يرسلا هذا الملف إلى شبكة آبل.
باختصار يوجد هناك ملف على هاتف المستخدم يسمح لي أو لأي شخص يتمكن من استشارته بمعرفة كافة تحركاته اليومية بالتاريخ والساعة، على مدى عام كامل على الأقل، والسؤال الذي تردده وسائل الإعلام المختلفة، يتعلق بهوية الجهات التي يمكن أن تستفيد من هذه التقنية، والإجابات المحتملة كثيرة بدءا من أجهزة الشرطة والأمن، وانتهاء بشريك حياة غيور، إلا أن المتوفر من المعلومات حتى الآن لا يؤكد أن هناك جهة معينة تقوم حاليا، بالفعل، باستثمار التقنية المذكورة، وإنما يحمل الأمر دلائل أكثر سوءا من ذلك حول الفلسفة التي تقوم عليها صناعة المعلوماتية، أي تطوير كافة الإمكانيات الفنية، وبصرف النظر عن أي وازع أو مانع أخلاقي يتعلق باحترام الخصوصية وأسرار الحياة الشخصية، ودون طلب أو تكليف من أي جهة، بحيث تكون مستعدة لطلب من هذا النوع، أو ما هو أسوأ من ذلك، أن تقدمه إلى زبائن محتملين قبل أن يطلبوه.
والأمر لا يتعلق بآبل وحدها، حيث اتضح أن أجهزة الهواتف الذكية المجهزة بأنظمة تشغيل أخرى مثل غوغل تتضمن في إصدارتها الأخيرة هذه التقنية مع تفاصيل مختلفة، وبالتالي فإننا نتحدث عن قاعدة أو منهج للعمل في صناعة المعلوماتية، بل ونعرف أنها قاعدة العمل في الصناعة بشكل عام، وأعني أنهم لا يشغلون بالهم بأمور تافهة مثل احترام الحريات والخصوصية والحياة الشخصية، ذلك إننا مستهلكون، يمكن أن نتحول إلى مستهلكين من قطاعات الإعلان والترويج والتسويق، وكل ما يتعلق بصفاتنا الإنسانية والمجتمعية هي أمور، كما قلنا، تافهة ولا أهمية لها بالنسبة لهم.


0 التعليقات

إرسال تعليق