حوار: محمد الماطري صميدة // خاص بـ«الأنوار»…وبشبكة مطران الاخبارية ابن أخت نجيب الخطاب يضع النقاط على الحروف: ظلموا خالي حيّا.. فلا تظلموه ميتا !….و هذا سبب وفاته.. وهكذا كانت آخر لحظاته! _ لا علاقة لنجيب بليلى الطرابلسي لأن كل همّه كان الشغل والبيت والوالدة _ اتهام نجيب… باطلا ينغّص حياة زوجته وابنته _ شهرته أزعجت «المخلوع» فمنع بثّ حصة تلفزية عن أربعينيته _ لهذا تخاصم مع علي الحجّار..
وهذا ما دار بينهما من حوار _ كان يعمل 12 ساعة يوميا ويدخن 3 علب سجائر ويكتفي بـ«صندويتش كفتاجي»! -اتصل بي عن طريق الزميل العزيز محمد علي الفرشيشي ليعبّر لي عن عميق استيائه مما نشرته بعض الجرائد التونسية من إشاعات مغرضة كما قال عن خاله المرحوم المنشط غريد الدوح في التنشيط نجيب الخطاب! ولقد استقبلت الرجل في مكتبي، وأكرمت وفادته، وإذا بروح المرحوم نجيب الخطاب «ترفرف فوق المكان» وهكذا استشعرتها حين وجدتها فرصة لأسأل «ابن الأخت» الذي عايش الخال، وعمل معه، وصادقه، وأحبه كما أحببناه، عن الأجوبة العالقة حول حياة ملك التنشيط الذي كان في تونس… وعن سبب موته… ومنع بث حصة تلفزية عن أربعينيته وعن أعدائه وحساده.. وعن محطات عديدة مضيئة وهامة في حياة أنجب نجباء التنشيط الإذاعي والتلفزي في العالم العربي. ولقد أجابني السيد عبد الصمد الوذّان، برحابة صدر فياضة عن كل الأسئلة والإشاعات التي طالت حياة نجيب الخطاب «حيّا وميّتا»! ولا بأس..! فلقد شغل نجيب الخطاب الناس حيا وشغلهم «ميّتا» وهذا دليل على مكانته الكبيرة في القلوب.. فلطالما أسعد القلوب بحصصه التلفزية ومنوعاته الإذاعية.. وهكذا هو قدر العظماء.. فحين يموتون تصبح سيرهم مادة دسمة يتناولها الأحياء… _ قلت للسيد المحترم عبد الصمد الوذّان في البداية: ماذا وراءك يا صديقي؟ * والله جئتك وأنا أحمل استياء كبيرا في قلبي، وحزنا بالغا بين جوانحي لما يتعرض له خالي المرحوم نجيب الخطاب من إشاعات مغرضة نشرتها بعض الجرائد التونسية القصد منها الإثارة ومس أعراض الناس وهتكا بالباطل والزور والبهتان والنيل من سمعته وتاريخه الشريفين. فلقد نشرت إحدى الجرائد مقالا أو حوارا مشبوها لشخص اسمه «أبو فادي» تحت عنوان مثير يقول «ليلى بن علي أنجبت بنتا من رجل أعمال ليبي، و«عماد» من نجيب الخطاب»! وهو ما أدخل البلبلة والاضطراب في نفوس عائلة نجيب الخطاب، وخاصة زوجته «آمال» وابنته «أحلام» التي تخوض هذه السنة امتحان الباكالوريا وأزّم حالتها النفسية كما أزمني نفسيا لأن حياة نجيب الخطاب كانت نقية ولا تشوبها مثل هذه الشبهات الدنيئة والمغرضة. كانت حياة نجيب الخطاب مليئة بالنقاء والصفاء، والعطاء لعمله ولبيته وغير معقول أن تسعى بعض وسائل الإعلام إلى الإساءة إلى تاريخ هذا الرجل. ثم إن نجيب الخطاب كان صحفيا وإعلاميا وكان الأجدر تكريمه لما قدمه لهذا الوطن، لا تقزيمه والافتراء عليه «حيّا وميّتا»! نعم نجيب الخطاب ظلموه حيا ويظلمونه ميتا ويظلمون حياة عائلته الآمنة الحالمة بغد أفضل وهي التي لم تستثمر شهرته فلقد استكانت زوجته الفاضلة السيدة «آمال القوّال» على نفسها تربي وتساعد ابنتها «أحلام» على النجاح.. حتى تتحقق أحلام نجيب الخطاب فيها. وعليه قررنا نحن عائلته تقديم قضية في غرض الإساءة إلى تاريخ نجيب الخطاب ولم يكن من ذلك بد لأن الصامت على الحق شيطان أخرس، وخاصة أيضا وأن تأثير ما قيل عن «نجيب» كان وقعه رهيبا على نفسية «أحلام» التلميذة النجيبة البهية النقية فأنا عاشرت خالي نجيب سنوات عمري منها 3 سنوات بصفة لصيقة ويومية فكان أبهى الناس وأصفى الناس وأصدق الناس ولا علاقة له بليلى الطرابلسي ولا بغيرها.. كان شغله الشاغل عمله وبيته وأمّه – كيف مات نجيب الخطاب… أستاذ عبد الصمد؟ * نتهى عمره! فنجيب كان يعمل بمعدل 12 ساعة يوميا وكان حريصا على تقديم الأجود والأفضل في منوعاته التلفزية وكان يدخن كثيرا بمعدل 3 علب سجائر يوميا وكان يعيش تحت ضغط عمله التلفزي المتعب وعلى مدى سنوات طويلة ولعل هذا كل ما جعله يتعرض إلى أزمة قلبية، حيث طالت قلبه الخفاق 3 جلطات متتالية كانت كافية لتضع حدا لحياته الباهرة المليئة بالنجاحات والعراقيل أيضا من بعض الحساد من زملائه ولا فائدة من ذكر الأسماء فغدا سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون! كان مشهورا ومعروفا ووجبته «صندويتش كفتاجي» يتناوله في المكتب! – كيف تقبّلت والدته نبأ وفاة حبيب عمرها نجيب؟ * الحاجة مبروكة كانت في دار ابنها يوم تعرض نجيب إلى وعكة صحية ولزم الفراش ثم خرج للعمل يوم الجمعة وكان بصدد التحضير لحصته الأخيرة التي سيكرم فيها روح الممثل «محمد بن علي» (علولو ولد أمي تراكي) بعد أن تلكأ المطرب علي الحجار وتطاوس على نجيب الخطاب! وهو ما أزعج نجيب كثيرا، وكان في الحسبان أن يعرض نجيب جزءا مطولا من حفلة صوفية صادق مباشرة من القبة. ولكن لم يحدث شيء من كل هذا فلقد عاودت الآلام نجيب وتم حمله إلى المصحة وهناك فارق الحياة، وقد نظر إلينا نظرة الوداع، ثم سمعناه يصرخ داخل غرفة المصحة صرخة قوية مدوية ثم صمت البلبل الصدّاح إلى الأبد على الساعة الثانية صباحا من يوم 25 أفريل 1998. نعم صمت نجيب.. وكانت أمه في الطريق إلى المصحة ولم تسمع بعد بنبإ موته ولكنها في الطريق استشعرت أن قلبها يدق بعنف على حين غرة.. وعندها التفتت إلى خالتي التي كانت معها.. وقالت لها في تأكيد وجزم «نجيب مات» وصدق قلبها… فلقد مات نجيب.. في اللحظة التي استشعرت فيها موته! كانت علاقة نجيب بأمه روحية! ولقد مات بموته.. كل نبض في قلب الأم الملتاعة… لقد تحولت حياتها بعده إلى صحراء قاحلة.. وحزن دائم.. حتى لحقت به إلى الرفيق الأعلى.. ولقد كانت تستعجل الرحيل.. فماذا بقي لها بعد حبه الغامر لها، وقلبه الكبير.. الجميل؟ – قلت منذ لحظة ـ عفوا ـ لقد تطاوس عليه علي الحجار.. كيف؟ * آه، ليعلم الجميع أن نجيب الخطاب كان يحب تونس كثيرا، وكان يستقدم الفنانين العرب مجانا ودعواه أنه شرف لهم أن تحضنهم تلفزتنا فيشتهرون منها في كل أصقاع العالم، ولقد ساهم نجيب في شهرة العديد منهم، وقرّب الكثيرين منهم للناس بعفوية حواراته، وسلاسة أسئلته. المهم كان أغلبهم يتدافع للحضور في سهريات نجيب مجانا، إلا علي الحجار فقد بالغ في الدلال، واشترط كثيرا من المال، ولقد حاول نجيب أن يثنيه عن شططه، ولكن علي الحجار بالغ في الغرور إلى حد أن قال لنجيب الخطاب: دانا علي الحجّار يا رجل! وهنا رد عليه نجيب الخطاب: وأنا نجيب الخطاب يا رجل! ثم أغلق نجيب الهاتف في وجه ذلك الفنان المتطاوس وشعر بعدها بغضب شديد.. وهو ما أثر نسبيا على أزمته القلبية! لقد غضب كثيرا يومها.. لكن الأعمار بيد الله في النهاية. _ بصراحة الحديث عن نجيب ممتع لمن يريد.. فلم نجح نجيب، وفشل البقية.. وإلى حد الآن؟ * لقد عملت إلى جانب نجيب طيلة 3 مواسم كصحفي ومساعد مخرج وكان يتتبع أصداء برامجه، ثم يصلح الأخطاء في الحصص الموالية كان يحب النقد البنّاء وكان يعمل به وكان يقول ما دامت الجرائد تكتب عني فإن معروضي صالح، وقابل للتطوير وتقديم ما هو أفضل. أيضا من ميزات نجيب أنه يحرص على كل كبيرة وصغيرة في إعداد منوعته كانت له رؤاه وأفكاره ومنطلقاته وثوابته. كان يتوق إلى الأرقى والأفضل، وكان يفتتح كل برامجه بالقول المأثور «ما رضاء الله إلا برضاء الوالدين» وكان يستمد قوته من هذا الحديث الكريم. كان يكلّم والده كل صباح ويكلّم والدته كل لحظة، وكان يضاحكهما، ويسعدهما بعذب كلامه ثم ينطلق على بركة الله في تأثيث برامجه. كان يؤمن بأن العمل المتقن يباركه الله.. كان بصراحة منارة وقامة تلفزية عالية، كان متفردا في كل شيء وكان صعب المراس ولا يتسامح في عمله. كان يدخل إلى البيوت عبر التلفزة وهو في كامل كياسته ولباقته، وأناقته كان يحب الناس فأحبه الناس، كان نجيبا.. وكان خطيبا.. وكان بارعا في كل شيء.. وموهوبا.. وهذا هو سر نجاحه. _ يقال إن نجيب الخطاب رفض أن يتزوج من امرأة أهانت أمه؟ * هذه إشاعة لا أساس لها من الصحة أبدا، فأمه بحكم أنها عاشت في الكرم في حي 5 ديسمبر، فإنها لم تكن تلبس «الملية» ونجيب الخطاب لم يتزوج إلا من السيدة الفاضلة «آمال القوال» فهي حبه الأول والأخير. ولقد أصرت هذه الزوجة الرائعة على أن تخرج جنازة نجيب من شقته المكتراة بـ110 دنانير في الشهر في المنزه السادس حتى يعرف الناس أن منشطهم المحبوب كان يعيش في هذه الشقة المتواضعة التي عمقت حبه لمهنته. ومنها ومن بيته السعيد كان يؤثث أفضل وأحلى البرامج التلفزية من «لو سمحتم» إلى «من غير مواعيد» إلى «بدون استئذان» إلى «5 على 5» إلى «ألوان وأجواء» وعشرات البرامج التي يضيق المجال عن ذكرها ولأن السيدة الفاضلة «امال القوّال» قابلت وفاءه لها بوفاء أكبر فها هي تعيش لابنتها وفاء لروح خالد الذكر نجيب الخطاب. _ كيف تقبلت والدته خبر إشاعة أن ابنها حي، وقد كتبت الجرائد ما كتبت وقتها عن هذه الإشاعة؟ * لقد صدقت المسكينة الخبر، وقد وجدتها ذات يوم في طريقها إلى دار أحد الأقارب لتشاهد «قناة الجزيرة» التي كما قيل لها ستبث صورا لابنها نجيب الذي هو على قيد الحياة ولم يمت! لكني صبرتها وهدأت من روعها وقلت لها ألم تلامسي جسده بيديك وهنا اقتنعت، وعللت نفسها بالتصبّر على حزنها البالغ ولله درها أي أم كانت.. وأي ابن كان! _ لماذا لم تبث حصة ذكرى أربعينية الفقيد نجيب في حينها؟ * عندما أتذكر الحكاية، أنقم نقمة بالغة على ذلك المسؤول الكبير عن الإعلام في عهد المخلوع والذي هو وراء القضبان الآن ولحكمة لا يعلمها إلا الله. فلقد شغل موت نجيب الخطاب كل الناس، وتناولت الصحف سيرة حياته بكل تفاصيلها ولمدة شهر كامل وهو ما أزعج ذلك المسؤول فحمل كما من الجرائد إلى رئيسه المخلوع وأوغر صدره على نجيب المتوفى وقال له: ما كتبته الجرائد عن نجيب فوق طاقة التحمّل والتصبّر، فلا رئيس إلا أنت، ولا شهرة يجب أن تكون إلا لك»! وهنا صدرت التعليمات بعدم بث تلك الحصة في التلفزة وهو ما ساهم في نسج قصص من خيال أصحابها وتصب في خانة أن نجيب قتله الطرابلسية والنظام البائد، وكثرت التأويلات ولم يكن هناك مجال لصدها والرد عليها فكل حديث عن نجيب أصبح مزعجا لأزلام السلطة! _ ما الذي يؤلم عائلة نجيب الخطاب الآن؟ ـ أول شيء يؤلمنا هو
وهذا ما دار بينهما من حوار _ كان يعمل 12 ساعة يوميا ويدخن 3 علب سجائر ويكتفي بـ«صندويتش كفتاجي»! -اتصل بي عن طريق الزميل العزيز محمد علي الفرشيشي ليعبّر لي عن عميق استيائه مما نشرته بعض الجرائد التونسية من إشاعات مغرضة كما قال عن خاله المرحوم المنشط غريد الدوح في التنشيط نجيب الخطاب! ولقد استقبلت الرجل في مكتبي، وأكرمت وفادته، وإذا بروح المرحوم نجيب الخطاب «ترفرف فوق المكان» وهكذا استشعرتها حين وجدتها فرصة لأسأل «ابن الأخت» الذي عايش الخال، وعمل معه، وصادقه، وأحبه كما أحببناه، عن الأجوبة العالقة حول حياة ملك التنشيط الذي كان في تونس… وعن سبب موته… ومنع بث حصة تلفزية عن أربعينيته وعن أعدائه وحساده.. وعن محطات عديدة مضيئة وهامة في حياة أنجب نجباء التنشيط الإذاعي والتلفزي في العالم العربي. ولقد أجابني السيد عبد الصمد الوذّان، برحابة صدر فياضة عن كل الأسئلة والإشاعات التي طالت حياة نجيب الخطاب «حيّا وميّتا»! ولا بأس..! فلقد شغل نجيب الخطاب الناس حيا وشغلهم «ميّتا» وهذا دليل على مكانته الكبيرة في القلوب.. فلطالما أسعد القلوب بحصصه التلفزية ومنوعاته الإذاعية.. وهكذا هو قدر العظماء.. فحين يموتون تصبح سيرهم مادة دسمة يتناولها الأحياء… _ قلت للسيد المحترم عبد الصمد الوذّان في البداية: ماذا وراءك يا صديقي؟ * والله جئتك وأنا أحمل استياء كبيرا في قلبي، وحزنا بالغا بين جوانحي لما يتعرض له خالي المرحوم نجيب الخطاب من إشاعات مغرضة نشرتها بعض الجرائد التونسية القصد منها الإثارة ومس أعراض الناس وهتكا بالباطل والزور والبهتان والنيل من سمعته وتاريخه الشريفين. فلقد نشرت إحدى الجرائد مقالا أو حوارا مشبوها لشخص اسمه «أبو فادي» تحت عنوان مثير يقول «ليلى بن علي أنجبت بنتا من رجل أعمال ليبي، و«عماد» من نجيب الخطاب»! وهو ما أدخل البلبلة والاضطراب في نفوس عائلة نجيب الخطاب، وخاصة زوجته «آمال» وابنته «أحلام» التي تخوض هذه السنة امتحان الباكالوريا وأزّم حالتها النفسية كما أزمني نفسيا لأن حياة نجيب الخطاب كانت نقية ولا تشوبها مثل هذه الشبهات الدنيئة والمغرضة. كانت حياة نجيب الخطاب مليئة بالنقاء والصفاء، والعطاء لعمله ولبيته وغير معقول أن تسعى بعض وسائل الإعلام إلى الإساءة إلى تاريخ هذا الرجل. ثم إن نجيب الخطاب كان صحفيا وإعلاميا وكان الأجدر تكريمه لما قدمه لهذا الوطن، لا تقزيمه والافتراء عليه «حيّا وميّتا»! نعم نجيب الخطاب ظلموه حيا ويظلمونه ميتا ويظلمون حياة عائلته الآمنة الحالمة بغد أفضل وهي التي لم تستثمر شهرته فلقد استكانت زوجته الفاضلة السيدة «آمال القوّال» على نفسها تربي وتساعد ابنتها «أحلام» على النجاح.. حتى تتحقق أحلام نجيب الخطاب فيها. وعليه قررنا نحن عائلته تقديم قضية في غرض الإساءة إلى تاريخ نجيب الخطاب ولم يكن من ذلك بد لأن الصامت على الحق شيطان أخرس، وخاصة أيضا وأن تأثير ما قيل عن «نجيب» كان وقعه رهيبا على نفسية «أحلام» التلميذة النجيبة البهية النقية فأنا عاشرت خالي نجيب سنوات عمري منها 3 سنوات بصفة لصيقة ويومية فكان أبهى الناس وأصفى الناس وأصدق الناس ولا علاقة له بليلى الطرابلسي ولا بغيرها.. كان شغله الشاغل عمله وبيته وأمّه – كيف مات نجيب الخطاب… أستاذ عبد الصمد؟ * نتهى عمره! فنجيب كان يعمل بمعدل 12 ساعة يوميا وكان حريصا على تقديم الأجود والأفضل في منوعاته التلفزية وكان يدخن كثيرا بمعدل 3 علب سجائر يوميا وكان يعيش تحت ضغط عمله التلفزي المتعب وعلى مدى سنوات طويلة ولعل هذا كل ما جعله يتعرض إلى أزمة قلبية، حيث طالت قلبه الخفاق 3 جلطات متتالية كانت كافية لتضع حدا لحياته الباهرة المليئة بالنجاحات والعراقيل أيضا من بعض الحساد من زملائه ولا فائدة من ذكر الأسماء فغدا سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون! كان مشهورا ومعروفا ووجبته «صندويتش كفتاجي» يتناوله في المكتب! – كيف تقبّلت والدته نبأ وفاة حبيب عمرها نجيب؟ * الحاجة مبروكة كانت في دار ابنها يوم تعرض نجيب إلى وعكة صحية ولزم الفراش ثم خرج للعمل يوم الجمعة وكان بصدد التحضير لحصته الأخيرة التي سيكرم فيها روح الممثل «محمد بن علي» (علولو ولد أمي تراكي) بعد أن تلكأ المطرب علي الحجار وتطاوس على نجيب الخطاب! وهو ما أزعج نجيب كثيرا، وكان في الحسبان أن يعرض نجيب جزءا مطولا من حفلة صوفية صادق مباشرة من القبة. ولكن لم يحدث شيء من كل هذا فلقد عاودت الآلام نجيب وتم حمله إلى المصحة وهناك فارق الحياة، وقد نظر إلينا نظرة الوداع، ثم سمعناه يصرخ داخل غرفة المصحة صرخة قوية مدوية ثم صمت البلبل الصدّاح إلى الأبد على الساعة الثانية صباحا من يوم 25 أفريل 1998. نعم صمت نجيب.. وكانت أمه في الطريق إلى المصحة ولم تسمع بعد بنبإ موته ولكنها في الطريق استشعرت أن قلبها يدق بعنف على حين غرة.. وعندها التفتت إلى خالتي التي كانت معها.. وقالت لها في تأكيد وجزم «نجيب مات» وصدق قلبها… فلقد مات نجيب.. في اللحظة التي استشعرت فيها موته! كانت علاقة نجيب بأمه روحية! ولقد مات بموته.. كل نبض في قلب الأم الملتاعة… لقد تحولت حياتها بعده إلى صحراء قاحلة.. وحزن دائم.. حتى لحقت به إلى الرفيق الأعلى.. ولقد كانت تستعجل الرحيل.. فماذا بقي لها بعد حبه الغامر لها، وقلبه الكبير.. الجميل؟ – قلت منذ لحظة ـ عفوا ـ لقد تطاوس عليه علي الحجار.. كيف؟ * آه، ليعلم الجميع أن نجيب الخطاب كان يحب تونس كثيرا، وكان يستقدم الفنانين العرب مجانا ودعواه أنه شرف لهم أن تحضنهم تلفزتنا فيشتهرون منها في كل أصقاع العالم، ولقد ساهم نجيب في شهرة العديد منهم، وقرّب الكثيرين منهم للناس بعفوية حواراته، وسلاسة أسئلته. المهم كان أغلبهم يتدافع للحضور في سهريات نجيب مجانا، إلا علي الحجار فقد بالغ في الدلال، واشترط كثيرا من المال، ولقد حاول نجيب أن يثنيه عن شططه، ولكن علي الحجار بالغ في الغرور إلى حد أن قال لنجيب الخطاب: دانا علي الحجّار يا رجل! وهنا رد عليه نجيب الخطاب: وأنا نجيب الخطاب يا رجل! ثم أغلق نجيب الهاتف في وجه ذلك الفنان المتطاوس وشعر بعدها بغضب شديد.. وهو ما أثر نسبيا على أزمته القلبية! لقد غضب كثيرا يومها.. لكن الأعمار بيد الله في النهاية. _ بصراحة الحديث عن نجيب ممتع لمن يريد.. فلم نجح نجيب، وفشل البقية.. وإلى حد الآن؟ * لقد عملت إلى جانب نجيب طيلة 3 مواسم كصحفي ومساعد مخرج وكان يتتبع أصداء برامجه، ثم يصلح الأخطاء في الحصص الموالية كان يحب النقد البنّاء وكان يعمل به وكان يقول ما دامت الجرائد تكتب عني فإن معروضي صالح، وقابل للتطوير وتقديم ما هو أفضل. أيضا من ميزات نجيب أنه يحرص على كل كبيرة وصغيرة في إعداد منوعته كانت له رؤاه وأفكاره ومنطلقاته وثوابته. كان يتوق إلى الأرقى والأفضل، وكان يفتتح كل برامجه بالقول المأثور «ما رضاء الله إلا برضاء الوالدين» وكان يستمد قوته من هذا الحديث الكريم. كان يكلّم والده كل صباح ويكلّم والدته كل لحظة، وكان يضاحكهما، ويسعدهما بعذب كلامه ثم ينطلق على بركة الله في تأثيث برامجه. كان يؤمن بأن العمل المتقن يباركه الله.. كان بصراحة منارة وقامة تلفزية عالية، كان متفردا في كل شيء وكان صعب المراس ولا يتسامح في عمله. كان يدخل إلى البيوت عبر التلفزة وهو في كامل كياسته ولباقته، وأناقته كان يحب الناس فأحبه الناس، كان نجيبا.. وكان خطيبا.. وكان بارعا في كل شيء.. وموهوبا.. وهذا هو سر نجاحه. _ يقال إن نجيب الخطاب رفض أن يتزوج من امرأة أهانت أمه؟ * هذه إشاعة لا أساس لها من الصحة أبدا، فأمه بحكم أنها عاشت في الكرم في حي 5 ديسمبر، فإنها لم تكن تلبس «الملية» ونجيب الخطاب لم يتزوج إلا من السيدة الفاضلة «آمال القوال» فهي حبه الأول والأخير. ولقد أصرت هذه الزوجة الرائعة على أن تخرج جنازة نجيب من شقته المكتراة بـ110 دنانير في الشهر في المنزه السادس حتى يعرف الناس أن منشطهم المحبوب كان يعيش في هذه الشقة المتواضعة التي عمقت حبه لمهنته. ومنها ومن بيته السعيد كان يؤثث أفضل وأحلى البرامج التلفزية من «لو سمحتم» إلى «من غير مواعيد» إلى «بدون استئذان» إلى «5 على 5» إلى «ألوان وأجواء» وعشرات البرامج التي يضيق المجال عن ذكرها ولأن السيدة الفاضلة «امال القوّال» قابلت وفاءه لها بوفاء أكبر فها هي تعيش لابنتها وفاء لروح خالد الذكر نجيب الخطاب. _ كيف تقبلت والدته خبر إشاعة أن ابنها حي، وقد كتبت الجرائد ما كتبت وقتها عن هذه الإشاعة؟ * لقد صدقت المسكينة الخبر، وقد وجدتها ذات يوم في طريقها إلى دار أحد الأقارب لتشاهد «قناة الجزيرة» التي كما قيل لها ستبث صورا لابنها نجيب الذي هو على قيد الحياة ولم يمت! لكني صبرتها وهدأت من روعها وقلت لها ألم تلامسي جسده بيديك وهنا اقتنعت، وعللت نفسها بالتصبّر على حزنها البالغ ولله درها أي أم كانت.. وأي ابن كان! _ لماذا لم تبث حصة ذكرى أربعينية الفقيد نجيب في حينها؟ * عندما أتذكر الحكاية، أنقم نقمة بالغة على ذلك المسؤول الكبير عن الإعلام في عهد المخلوع والذي هو وراء القضبان الآن ولحكمة لا يعلمها إلا الله. فلقد شغل موت نجيب الخطاب كل الناس، وتناولت الصحف سيرة حياته بكل تفاصيلها ولمدة شهر كامل وهو ما أزعج ذلك المسؤول فحمل كما من الجرائد إلى رئيسه المخلوع وأوغر صدره على نجيب المتوفى وقال له: ما كتبته الجرائد عن نجيب فوق طاقة التحمّل والتصبّر، فلا رئيس إلا أنت، ولا شهرة يجب أن تكون إلا لك»! وهنا صدرت التعليمات بعدم بث تلك الحصة في التلفزة وهو ما ساهم في نسج قصص من خيال أصحابها وتصب في خانة أن نجيب قتله الطرابلسية والنظام البائد، وكثرت التأويلات ولم يكن هناك مجال لصدها والرد عليها فكل حديث عن نجيب أصبح مزعجا لأزلام السلطة! _ ما الذي يؤلم عائلة نجيب الخطاب الآن؟ ـ أول شيء يؤلمنا هو
0 التعليقات
إرسال تعليق