أمير المؤمنين في راس الجّدير: فيلم من إخراج زينب أوبوشو
هذه المرّة لن أكتب باللهجة التونسيّة بل باللغة العربيّة، عسى أن يطّلع الأشقاء العرب، وخاصّة جيراننا في الجزائر على هذه المهزلة التي أنزّه شرفاءهم عنها، والتي ارتُكبت باسم الصّحافة الجزائريّة.
نشر موقع صحيفة "الوطن" الجّزائريّة اليوم مقالا للمُسمّاة "سليمة التّلمساني" بعنوان "الحدود التونسيّة الليبيّة: صِدام بين الإسلاميّين والأهالي". المقال تضمّن وصفا بالتّفاصيل المُملّة لوضع أرادَت كاتبته إخراجَهُ للرّأي العامّ (المغاربي والتونسي خاصّة) على أنّه "متدهور" و "مُقلق" و "مُتوتّر" في ظلّ "استحواذ الإسلاميّين على المنطقة بأمر من أمير المؤمنين".
وتجدر الإشارة إلى أنّ أحد أشباه الصّحفيّين في "الشّروق" التونسيّة نشر منذ أيّام قليلة "مقالاً" يسرد فيه على لسان الممثلة ليلى الشابي أكاذيب تشبه ادّعاءات المدعوّة "سليمة التّلمساني" إلى حدّ كبير، حيث ذكر في روايته أنّ "مجموعة من السلفيّين يتزعمّهم أمير المؤمنين يُحرّمون الفنّ في راس الجّدير"، قبل أن تقوم المبادرة الأهليّة لحماية الثّورة ببن قردان بتكذيب مزاعمه جُملة وتفصيلاً على نفس الصّحيفة، وهنا تجدون نسخة من بيان اللجنة.
الأكاذيب التي نشرتها سليمة التلمساني اليوم أكثر خطورة لأنّها ادّعت أنّ هؤلاء الإسلاميّين "بنوا دولة داخل الدّولة ومنعوا أهالي راس الجّدير من ممارسة نشاطهم التجاري مع الليبيّين" وأنّ الأهالي "تسلّحوا بالهراوات والقضبان الحديديّة لطرد الملتحين" وحتّى بأنّهم (الإسلاميّون) "يمنعون المساعدات الطبّية والغذائيّة عن اللاجئين في مخيّم الشّوشة وقاموا بإحراق إحدى خيامهم".
وبالإضافة إلى الطّريقة المريبة في سرد كلّ تلك "الوقائع"، لا يجد القارئ إلاّ هذه الصّورة اليتيمة والتي لا يتطابق وصفها مع ما تُظهره ولا مع ما كُتب في المقال:
وبالبحث في شبكة الانترنات، وجدتُ أنّ "سليمة التلمساني" ليس سوى إسم مستعار تختفي خلفه المسمّاة "زينب أوبوشو"، وهي جزائريّة يُشهَدُ لها بالكذب وتزييف الحقائق خاصّة عندما يتعلّق الأمر بالإسلاميّين الذين تكنّ لهم كراهيّة منقطعة النّظير، وما المقتطفات التالية سوى بعض فضائحها السّابقة في نشر الإشاعات:
المقتطف الأوّل (23 فيفري 2004) من موقع Algeria Watch
المقتطف الثاني (19 جويلية 2010) من موقع Algérie Politique
المقتطف الثالث (15 مارس 2004) من موقع Institut Hoggar
المقتطف الرّابع والأهمّ من مقال بعنوان "المجزرة والصّحافة" (27 سبتمبر 2009) على موقع بلا حدود والذي كشف أغلب الصّحفيّين المتواطئين مع المخابرات الجّزائريّة في التلاعب البسيكولوجي بالرّأي العام الجزائري والدّولي أثناء حرب الخليج ومجازر 1997 و 1998.
وبإمكان كلّ من يرغب في معرفة المزيد حول سوابق "سليمة التلمساني" أو "زينب أوبوشو" في حياكة وترويج الأكاذيب أن يبحث أكثر في محرّك غوغل أو غيره ويقف بنفسه على طريقتها الغير محايدة في نقل الأحداث.
وليس بغريب أن تتلقف تلك الصّفحات الإسلاموفوبيّة التي يُشرف عليها تونسيّون هذا "الخبر" وتنشر رابطه مع إضافة بعض البهارات الهيتشكوكيّة حتّى يخال من يقرؤها أنّ تونس تحوّلت إلى "تونستان" أو تكاد. نفس الصفحات التي نشرت إشاعة "قطع يد السّارق في جرزونة" وفيديو "الفتاة التي صفعها إسلاميّ وافتكّ لافتتها في المطار" وغيرها من الأكاذيب الأخرى التي تجد مكانها بسرعة أمام صمت متعمّد لصحافتنا الصّفراء.
0 التعليقات
إرسال تعليق