الثلاثاء 26 أفريل 2011 - كشف راشد الغنوشي زعيم حركة "النهضة" التونسية في مقابلة خص بها قناة فرانس 24 أن ثمة قوات مضادة تتمثل في بقايا النظام السابق تعمل على فشل الثورة التونسية، مشيرا إلى أنه لا يطمح في السلطة وسيترك منصبه قريبا. وتابع أن الشباب هو الذي قام بالثورة فلا بد من تشجيعه ليكون في الواجهة.
فرانس 24: كيف تنظر إلى مستقبل تونس في ظل التغيرات السياسية التي يشهدها العالم العربي؟
أنا متفائل لأن ما حدث في تونس ليس بانقلاب سياسي لكي يتبعه انقلابا آخر، بل ثورة قام خلالها الشعب التونسي بإسقاط النظام ومؤسساته. الثورة في بدايتها أطاحت بدكتاتور ولا تزال تتابع بقايا المنظومة الدكتاتورية لكي لا يأتي فيما بعد دكتاتور آخر.
في نفس الوقت، الثورة التونسية تواجه قوة مضادة تتمثل في بقايا الحزب الحاكم سابقا الذي تغلغل بقوة داخل الجيش والشرطة والأمن العسكري والإعلام. هذه القوة هي التي تحاول أن تدخل على الخط وتحرق المصانع وتحاول إقناع التونسيين بأن لا يناسبهم ولا يصلح لهم سوى النظام الدكتاتوري.
إن التغييرات التي حدثت منذ سقوط النظام السابق ناتجة عن الثورة واليوم التطور السياسي في تونس موضوع تحت مجهر الشعب التونسي الذي يمارس على الأرض السيادة.
من جهة أخرى، يمكن القول أن المشكلة الكبيرة الذي تواجه تونس اليوم هي مشكلة اقتصادية، فالمصانع لا تعمل والإضرابات تنظم في العديد من القطاعات في حين سقط مستوى النمو إلى الصفر.
هناك مخاوف في الداخل والخارج من تكرار التجربة الجزائرية في تونس في حال وصول حزب "النهضة" إلى الحكم. كيف ترد على ذلك؟
هذه مخاوف وهمية ولا أساس لها من الصحة، وهذا لسببين رئيسيين. أولا، تونس لا تملك جيشا له تقاليد في السلطة. بالعكس الجيش التونسي هو الذي حمى الديمقراطية، خلاف الجيش الجزائري الذي أخرج دباباته إلى الشارع في عدة مناسبات. ثانيا، تونس ليس لديها تقاليد عنف، فالتونسيون عندما يثورون يخرجون إلى الشارع للتعبير عن غضبهم ولا يوجد هناك حركات مسلحة.
هذه المخاوف تتعلق أساسا باحتمال إجراء حزبكم تعديلات على قانون الأحوال الشخصية والقوانين التي تحمي المرأة التونسية...
إنها أوهام. حزب "النهضة" وقع منذ عام 1988 مع كل الأحزاب التونسية الأخرى ميثاق وطني ينص على احترام حقوق الإنسان. نحن سنحافظ على مجلة الأحوال الشخصية. المشكل في تونس لا يتعلق بتعدد الزوجات. المشكل الحقيقي يكمن في البطالة التي تطال حوالي نصف مليون شاب تونسي وليس في تعدد الزوجات أو مسائل من هذا النوع.
ماهو تعليقك على قانون منع ارتداء النقاب في فرنسا الذي دخل حيز التطبيق منذ بضعة أسابيع؟
نحن ضد منع الحجاب وضد فرضه. وهذا القانون حسب رأيي هو تدخل في الشؤون الشخصية وهو ضد مبادئ الثورة التونسية وحقوق الإنسان، لكن أعترف أن بعض الظروف الأمنية قد تفرض على المرأة نزع الغطاء عن وجهها. أنا شخصيا ضد النقاب.
هل لديك طموحات في لعب أدوار سياسية هامة في المستقبل القريب؟
شخصيا لا أطمح لأي منصب سياسي كبير أو صغير كان. طموحي الوحيد هو أن تنجح تونس في بناء نظام ديمقراطي حديث. والدليل على ذلك هو أنني قررت ترك منصبي وسأعلن عن ذلك خلال المؤتمر المقبل الذي سيعقده الحزب. الثورة صنعها الشباب، فمن واجبنا أن نشجعه لكي يكون في المقدمة.
"النهضة" لا تريد أن تتحمل مسؤولية إدارة البلاد وحدها وفي مرحلة حساسة، لأن المصلحة الوطنية تمر قبل المصلحة الحزبية والهدف الرئيسي في نهاية المطاف هو إنجاح الثورة الديمقراطية في تونس. النهضة تريد أن تستبعد هذا السيناريو - الحكم الأحادي للبلاد - لأننا لا نريد أن نقع في نفس الفخ الذي وقعت فيه "حماس" (في غزة)، إذ رغم نجاحها في الانتخابات لا أحد أراد أن يعمل معها.
ما نريده هو تحالف حزبي واسع قبل الانتخابات التشريعية وهناك مشاورات نجريها حاليا مع عدد من الأحزاب التونسية، من بينها "حزب المؤتمر من أجل الجمهورية" الذي يترأسه الدكتور منصف المرزوقي وحزب "التكتل الديمقراطي من أجل العمل والتغيير" بقيادة الدكتور مصطفى بن جعفر.
كيف ترى مستقبل المغرب العربي؟
ينبغي إعطاء دفعة جديدة لهذا الفضاء لأن اقتصاد تونس مرتبط بنسبة عالية باقتصادات الجزائر وليبيا. الوضع التونسي في خطر لأن التبادل الاقتصادي مع ليبيا معطل - ليبيا أصبحت تصدر لنا فقط اللاجئين. بالمقابل النظام الجزائري والنظام المغربي تعهدا بالقيام بإصلاحات سياسية عميقة، ما سيؤدي بدون شك إلى إنعاش هذا الفضاء السياسي والاقتصادي.
ماهو تعليقك على الوضع في سوريا؟
إنها كارثة ومجازر تقع في هذا البلد الذي يعيش منذ أربعين سنة تحت وطأة نظام حديدي يحكم بالنار. نحن نؤيد حق الشعب السوري ونساند نضاله السلمي لانتزاع حقوقه الديمقراطية والدليل على ذلك هو أننا نظمنا أول أمس الاثنين مظاهرة مؤيدة للثورة السورية.
فرانس 24: كيف تنظر إلى مستقبل تونس في ظل التغيرات السياسية التي يشهدها العالم العربي؟
أنا متفائل لأن ما حدث في تونس ليس بانقلاب سياسي لكي يتبعه انقلابا آخر، بل ثورة قام خلالها الشعب التونسي بإسقاط النظام ومؤسساته. الثورة في بدايتها أطاحت بدكتاتور ولا تزال تتابع بقايا المنظومة الدكتاتورية لكي لا يأتي فيما بعد دكتاتور آخر.
في نفس الوقت، الثورة التونسية تواجه قوة مضادة تتمثل في بقايا الحزب الحاكم سابقا الذي تغلغل بقوة داخل الجيش والشرطة والأمن العسكري والإعلام. هذه القوة هي التي تحاول أن تدخل على الخط وتحرق المصانع وتحاول إقناع التونسيين بأن لا يناسبهم ولا يصلح لهم سوى النظام الدكتاتوري.
إن التغييرات التي حدثت منذ سقوط النظام السابق ناتجة عن الثورة واليوم التطور السياسي في تونس موضوع تحت مجهر الشعب التونسي الذي يمارس على الأرض السيادة.
من جهة أخرى، يمكن القول أن المشكلة الكبيرة الذي تواجه تونس اليوم هي مشكلة اقتصادية، فالمصانع لا تعمل والإضرابات تنظم في العديد من القطاعات في حين سقط مستوى النمو إلى الصفر.
هناك مخاوف في الداخل والخارج من تكرار التجربة الجزائرية في تونس في حال وصول حزب "النهضة" إلى الحكم. كيف ترد على ذلك؟
هذه مخاوف وهمية ولا أساس لها من الصحة، وهذا لسببين رئيسيين. أولا، تونس لا تملك جيشا له تقاليد في السلطة. بالعكس الجيش التونسي هو الذي حمى الديمقراطية، خلاف الجيش الجزائري الذي أخرج دباباته إلى الشارع في عدة مناسبات. ثانيا، تونس ليس لديها تقاليد عنف، فالتونسيون عندما يثورون يخرجون إلى الشارع للتعبير عن غضبهم ولا يوجد هناك حركات مسلحة.
هذه المخاوف تتعلق أساسا باحتمال إجراء حزبكم تعديلات على قانون الأحوال الشخصية والقوانين التي تحمي المرأة التونسية...
إنها أوهام. حزب "النهضة" وقع منذ عام 1988 مع كل الأحزاب التونسية الأخرى ميثاق وطني ينص على احترام حقوق الإنسان. نحن سنحافظ على مجلة الأحوال الشخصية. المشكل في تونس لا يتعلق بتعدد الزوجات. المشكل الحقيقي يكمن في البطالة التي تطال حوالي نصف مليون شاب تونسي وليس في تعدد الزوجات أو مسائل من هذا النوع.
ماهو تعليقك على قانون منع ارتداء النقاب في فرنسا الذي دخل حيز التطبيق منذ بضعة أسابيع؟
نحن ضد منع الحجاب وضد فرضه. وهذا القانون حسب رأيي هو تدخل في الشؤون الشخصية وهو ضد مبادئ الثورة التونسية وحقوق الإنسان، لكن أعترف أن بعض الظروف الأمنية قد تفرض على المرأة نزع الغطاء عن وجهها. أنا شخصيا ضد النقاب.
هل لديك طموحات في لعب أدوار سياسية هامة في المستقبل القريب؟
شخصيا لا أطمح لأي منصب سياسي كبير أو صغير كان. طموحي الوحيد هو أن تنجح تونس في بناء نظام ديمقراطي حديث. والدليل على ذلك هو أنني قررت ترك منصبي وسأعلن عن ذلك خلال المؤتمر المقبل الذي سيعقده الحزب. الثورة صنعها الشباب، فمن واجبنا أن نشجعه لكي يكون في المقدمة.
"النهضة" لا تريد أن تتحمل مسؤولية إدارة البلاد وحدها وفي مرحلة حساسة، لأن المصلحة الوطنية تمر قبل المصلحة الحزبية والهدف الرئيسي في نهاية المطاف هو إنجاح الثورة الديمقراطية في تونس. النهضة تريد أن تستبعد هذا السيناريو - الحكم الأحادي للبلاد - لأننا لا نريد أن نقع في نفس الفخ الذي وقعت فيه "حماس" (في غزة)، إذ رغم نجاحها في الانتخابات لا أحد أراد أن يعمل معها.
ما نريده هو تحالف حزبي واسع قبل الانتخابات التشريعية وهناك مشاورات نجريها حاليا مع عدد من الأحزاب التونسية، من بينها "حزب المؤتمر من أجل الجمهورية" الذي يترأسه الدكتور منصف المرزوقي وحزب "التكتل الديمقراطي من أجل العمل والتغيير" بقيادة الدكتور مصطفى بن جعفر.
كيف ترى مستقبل المغرب العربي؟
ينبغي إعطاء دفعة جديدة لهذا الفضاء لأن اقتصاد تونس مرتبط بنسبة عالية باقتصادات الجزائر وليبيا. الوضع التونسي في خطر لأن التبادل الاقتصادي مع ليبيا معطل - ليبيا أصبحت تصدر لنا فقط اللاجئين. بالمقابل النظام الجزائري والنظام المغربي تعهدا بالقيام بإصلاحات سياسية عميقة، ما سيؤدي بدون شك إلى إنعاش هذا الفضاء السياسي والاقتصادي.
ماهو تعليقك على الوضع في سوريا؟
إنها كارثة ومجازر تقع في هذا البلد الذي يعيش منذ أربعين سنة تحت وطأة نظام حديدي يحكم بالنار. نحن نؤيد حق الشعب السوري ونساند نضاله السلمي لانتزاع حقوقه الديمقراطية والدليل على ذلك هو أننا نظمنا أول أمس الاثنين مظاهرة مؤيدة للثورة السورية.
0 التعليقات
إرسال تعليق