| 0 التعليقات ]

الصورة أكبر برهان على ان النظام السوري فقد توازنه بالفعل فلم يعد قادراً على مواجهة شعبة وأصبح ينكل بهم ويدفعهم عليه بعد أن ادرك الجميع بأن نظام البعث لا يخدم الشعب السوري وانه مجرد عصابات تريد نهب ثروات سوريا .
ويعجب المراقب لدى متابعته يوميات الحراك السوري؛ مذ بدأ على شكل احتجاجات متفرقة وخجولة إلى أن تحوّل راهناً إلى ثورة تطالب بعض شعاراتها بـ"إسقاط النظام"، كيف أن النظام السوري، لم يستفد من تجارب ما حصل في تونس ومصر واليمن وليبيا، وكيف أنه لم يدرس وقائع "ثورة 25 يوليو"، على وجه التحديد، ليستنبط ما يفيده في الفرار من مصير مشابه لمصير نظام حسني مبارك.




ليس ثمة تبرير منطقي سوى القول؛ إنها الحكمة الإلهية، التي تدفع الظالم إلى المكابرة وتدمير نفسه بيده، وهو يظن أنه ينقذها، تأكيداً لقدر الله الغالب، وسنته الكونية في الظالمين.
فمحاولة من النظام لإعادة ترميم حاجز الخوف المتداعي؛ اعتمد في قمعه المتظاهرين -فضلاً عن عناصر الأمن- على الشبّيحة.
وهؤلاء موجودون تاريخياً في سوريا، على شكل مجموعات يخضع كل منها إلى شخص مرتبط بالنظام يسمى "المعلم"؛ الذي يستقوي بجماعته، ويؤمن لهم بالمقابل الحماية. باختصار؛ الشبيحة في سوريا هم البلطجية في مصر. والدرس الذي لم يتعلمه النظام السوري أن بلطجية مصر سرّعوا من سقوط النظام، بدلاً أن يحفظوه، وأن بلطجية النظام اليمني أساؤوا لعبد الله صالح بدلاً من أن ينفعوه.

0 التعليقات

إرسال تعليق