| 0 التعليقات ]


  أدلى "الباجي قائد السبسي" الوزير الأول في الحكومة الانتقالية حديثا نشر في موقع "ماريان 2" الفرنسي تعرض خلاله إلى مشكلة اللاجئين الوافدين على تونس من ليبيا وحالة الغليان التي تجتاح عديد الدول العربية وكشف عن حقيقة الموقف التونسي من التحالف الدولي لضرب ليبيا.




بداية صعبة في المهمة بعد اندلاع حرب أهلية على الحدود الجنوبية؟
- يجب إطلاق نظرة استشرافية وعدم الاكتفاء بمتابعة النسق القريب لتطور الأحداث، الأهم هو المحافظة على وحدة ليبيا والحيلولة دون تقسيمها إلى بلدين أو أكثر.

هل تعارضون التدخل العسكري لبعض القوى العظمى في الغرب؟
- نحن مع الشرعية الدولية تماما كموقف الجامعة العربية .

لكن يبدو أنه هناك تملصا من هذا الموقف السابق لدى الجامعة العربية؟
- لا يجب أن ننسى أن الأمين العام للجامعة العربية هو مترشح للانتخابات الرئاسية في مصر...التمشي السليم يفترض أن تقود الجامعة العربية مثل تلك العملية لكن لا أحد من بين الدول العربية حرك ساكنا ...

الموقف التونسي لم يشذ عن هذه القاعدة؟
- مهلا...بالنسبة إلينا الوضع في الجماهيرية لا يمثل مسألة جوار إنها قضية في الصميم التونسي فنفس العائلات تعيش على مشارف الحدود من الجهتين...أحياء الطرابلسية منتشرة في أغلب مدن البلاد ...لقد استقبلنا أكثر من 160 ألف لاجئ في ظرف أسابيع قليلة ولم نصرخ "النجدة" ولم ندّع الاجتياح !لقد قدمنا المساعدات في حدود إمكاناتنا كما استقبلت العائلات في بيوتها أعدادا من اللاجئين، لم يقع إشعارنا بغضب أو احتجاج سكان المناطق الحدودية...
في فرنسا مثلا حين حط 5000تونسي رحالهم في لامبادوزا الإيطالية بعيدا عن حدودها أعلنت الكارثة، "مارين لوبان" هرولت نحو لامبادوزا...الأجدر ملازمة الهدوء. إنها مآسي إنسانية طارئة يجب التعامل معها، تصوروا 160 ألف لاجئ يحطون فجأة لديك أي ما يساوي مليون مهاجر بالنسبة إلى فرنسا في ظرف أيام لا أقدر على تخيل حجم الفزع كما لا أدّعي تلقين الدروس إلى أحد...الديمقراطية في رأيي تستدعي حسن التصرف دون تشنج في الطوارئ التي تداهم المجتمع دون سابق إنذار...لقد بلغتنا تهان وتشجيعات على نجاحنا في استقبال آلاف اللاجئين ولئن شكرت المهنئين فإني لم أخف المصاعب التي نكابدها فنحن بلد صغير يمر بظروف اقتصادية صعبة، طلبت المساعدة في انتظار أن يعود الاستقرار والهدوء إلى ليبيا.

كيف تتوقعون التطورات في ليبيا؟ ولماذا تحجمون عن التدخل؟
- أنا بورقيبي النظرة في هذا المجال، لقد كان يردد "لا يجب أن نلعن المستقبل" ! لقد تأثرت بالمجازر التي تحدث في ليبيا حيث يطلق الجيش النار على الشعب مثل ما لا يحدث ضد شعب عدو، لا أحد له الحق في قتل شعبه. فعلا يجب أن يتوقف لا بد من حلول واضحة وجلية ، دولة، حكومة ونظام...

والديمقراطية؟
- التاريخ يحترم مراحله...عصر الاستعمار ثم موجات التحرر...عهود الديكتاتورية طويت صفحاتها...في تونس مثلما هو الشأن في مناطق أخرى دخلنا والحمد لله في عهد الحريات والديمقراطية لقد أعطينا إشارة الانطلاق وتبعنا آخرون والبقية على الطريق إنها مرحلة تاريخية من لم ينتبهوا إليها سيدفعون الثمن غاليا...

لكن لا أحد توقع مثل هذه الانقلابات؟
- لم أتوقع حصولها لأنني أعرف التاريخ إنها ظواهر مفاجئة فلا ثورات 1848 في أوروبا ولا سقوط الشيوعية توقعتها لكنني كنت أشعر منذ مدة بالغليان وسط القِدْر وتوقعت اهتزاز الغطاء ! كيف ومتى الأحداث وحدها تقدر على الإجابة، وقد أجابت.

ألم يفاجئك هروب بن علي؟
- لا...أكاد لا أعرف الرجل، جبان ومرتش ليهتم بأشياء أخرى غير تجميع الثروة ...رجال المال ليس لهم من همّ في الحياة سوى جمعه !

بعد كل هذه الهزات مازالت هناك ثغرات أمنية في تونس، ألا تضعون يدكم بإحكام على جهاز البوليس؟
- الأمن أدرك إلى حد ما خفاياه...لقد شغلت مهام وزارة الداخلية لفترة طويلة ناهزت الـ 10 سنين لكن السلطة في دولة حرة هي غير تلك التي تحكم الديكتاتوريات... ! أنزه كلامك موضع صدق لكن ستعود الأشياء إلى طبيعتها بفارق في التوقيت...لقد غادر المعتصمون ساحة القصبة، أعمال الشغب قلت وندرت لكن هناك مسألة الثقة واستعادتها. الأمر صعب لهشاشته حيث يمكن فقدان الثقة بنفس السرعة التي اكتسبت بها...
نحن الآن نعطي الأولوية للمناطق المحرومة التي انطلقت منها الثورة ونستعد لتنظيم انتخابات حرة، المجلس التأسيسي سيعين رئيسا وحكومة جديدة وستمضي الأمور تباعا.

ألا تخشون أن تكشف الانتخابات عن بلد أقرب إلى الإسلام مما هو متوقع؟ وأن تختلف الديمقراطية عن دعاتها؟
- لن نسمح للمنادين بالحرية بالدوس عليها، سعدت برؤيتك، عد لزيارتي حين تريد.

0 التعليقات

إرسال تعليق